رواية "جزء مؤلم من حكاية" - بقلم الروائي السوداني أمير تاج السر |
الواقعية السحرية عربيًا كما تتجلى بقلم الروائي السوداني الكبير "أمير تاج السر"، في حكاية تبدو ذات نكهة بوليسية، ولكننا سرعان ما نغوص في عالمها وعلاقات أبطالها وحكاياتهم شديدة الخصوصية حتى نتورط في إتمام هذه الرواية بقدرٍ كبير من المتعة. ورغم أن الرواية تدور في أجواء بعيدة عن عالم اليوم، في عالم متخيّل تمامًا، إلا أنها تقترب بشكلٍ خاص من عالمنا، وتبدو فيها قدرة أمير تاج السر على المزج بين الحكايات الشعبية والأساطير والسرد الخاص به. صدرت الرواية عن دار هاشيت أنطوان.
ابتسمَت، أسنانها بيضاء نقية، وجديرة بالابتسام. كانت جميلة حقاً، وتصلح ممحاة لكوابيس الدنيا جميعها، لا كوابيسي وحدي. ولولا أنّني سارق أرواح متأرجح الأحاسيس، وذو حرفة تستوجب عزلة ضخمة، ويقظة، واستهانة بالدنيا جميعها، لتعمّدت أن أحبّها، وأن أخترع اشتهاءً حارّاً من أجلها، وربّما آخذها لحظياً إلى أيّ ركن ساتر، لأنال قبلة. القاتل راهب. هكذا تعلّمت وحدي ولم يعلّمني ديباج أو واحد من غيره. الفرق أنّ الراهب يتعبّد بعزلته، في حين سارق الأرواح يستنجد بها من الافتضاح. لم تتوقف بكثرةً، ولا حيّت ديباج حتى، ولا هو أجّل انشغاله بشكل بسيطً وطالعها. كان يكتب تميمته بهدوء، وانسجام ممتاز، في حين تطلع من حلقه دندنة متواضعة، كأنّها أغنية، أو كأنّها مساعي أغنية. في هذه اللحظة خطور لي أن أسأله عن وجودها في الدنيا، عن ميولها، عن سعة الأحلام في ليلها،
أي إستفسار يمكنك وضعه في التعليقات.
قيم الموضوع اذا أعجبك.
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.